كيفية انشاء مشروع ترجمة على برنامج سمارت كات Smartcat – الترجمة بمساعدة الحاسوب

3

[ad_1]

لن نطيل الحديث حول سمارت كات Smartcat بما أننا سبق وقد تحدثنا عنه بالتفصيل في مقال سابق، ومع هذا يجب علينا القول إن القدرة على استخدام برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب مثل برنامج سمارت كات والتكيف معها، أصبحت حاجةً ملحةً لجميع العاملين في مضمار الخدمات اللغوية، إذ من شأنها مساعدتهم في رفع أداء عملهم وتسريع وتيرته مقابل مجهود أقل؛ الأمر الذي جعلها تنجح في فرض نفسها بقوة على الأدوات التكنولوجية المستخدمة في سوق الترجمة في الآونة الأخيرة.

منصة سمارت كات Smartcat مزودة بخاصية الترجمة الآلية التلقائية التي تسمح لك بترجمة مقاطع النص الهدف التي لا تجد لها في ذاكرة الترجمة المنشئة سابقاً مطابقات لها، ومن ثم عليك التحقق من الأجزاء التي لا تتكافأ ترجمتها مع النص المصدر ليتحتم عليك تصويبها وتعديلها؛ وذلك لضمان أن الاستبدالات التي نُفذّت من قبلك صحيحة ومناسبة تمامًا للسياق؛ وهكذا أصبح بإمكان النظام تخزينها في الذاكرة وعرضها بالتوازي مع النص المصدر متى استُدعيت.

يُعَد برنامج سمارت كات بمثابة الموجه الأحدث نحو الاتصال بالقواميس والمعاجم المزدوجة اللغة أو متعددة اللغات وبمعاجم العبارات الخاصة والأمثال التي يمكنك انتقاؤها حسب الحاجة؛ كما تتيح لك إمكانية ترجمة المختصرات والمصطلحات وأسماء الأعلام وتشكيل النصوص، فضلًا عن استعراضها لأدوات التدقيق النحوي والتصحيح التلقائي أوتوماتيكيًا.

تلتقي جميع هذه الأدوات بشكل متناغم ومنظم داخل بيئة البرنامج نفسه وتعمل كمنظومة متكاملة لإنشاء ما يعرف بمشروع الترجمة، وهذا ما سنوضحه في السطور التالية.

آلية إنشاء مشروع ترجمة عبر برنامج سمارت كات للترجمة

قبل الشروع في انشاء مشروع الترجمة، وجب القول أننا لن نقدم شرحًا تفصيليًا لكل ما سنذكره لاحقًا، بل سنكتفي بوضعك على الطريق الصواب، ثم نتركك في جولة مع البرنامج لتكتشف دهاليزه وتفاصيله وتتعلم مع كل خطوة تخطوها فيه كيف تنشئ مشاريع ترجمة ناجحة وكيّف توظف أحدث الأدوات التكنولوجية لصالح عملك.

تبعاً لذلك سنتطرق فقط إلى الحديث حول البنية التحتية للبرنامج التي تلزمك كمترجم مبتدئ يريد انشاء مشروع ترجمة على سمارت كات، وهكذا نضمن أنك فهمت الزبدة الأساسية في كيفية إنشاء المشروع دون أي معوقات تذكر.

أولا: التسجيل وإنشاء الحساب

لا يمكنك إنشاء مشروع ترجمة على سمارت كات ما لم يكن لديك حساب رسمي على الموقع. وهنا يكفي أن تتبع الخطوات البسيطة لإنشاء حساب جديد على برنامج سمارت كات، التي شرحناها في مقالنا السابق.

ثانيا: استكشاف وفهم واجهة البرنامج

بعد تسجيل الدخول، أصبح بإمكانك اكتشاف واجهة البرنامج والتعرف على الأدوات المتاحة.

ثالثا: إنشاء مشروع جديد

يمكنك إنشاء مشروع جديد عبر النقر على أيقونة الإضافة”+” المتاحة في الجهة اليسرى للصفحة، وبمجرد النقر على الأيقونة، ستظهر لك صفحة أخرى تستطيع من خلالها اختيار الملف المراد ترجمته إلى اللغة الهدف ليتم تحميله.

انشاء مشروع جديد على سمارت كات

انشاء مشروع جديد على برنامج سمارت كات للترجمة

ملاحظة: لا داعي للنقر على أيقونة ذاكرة الترجمة الموضحة أدناه؛ لأنك لست مطالبًا باختيارها، خصوصًا أنه لا توجد لديك من الأصل ذاكرة ترجمة تم إنشاؤها سابقًا.

انشاء ذاكرة الترجمة

إضافة ذاكرة الترجمة

رابعا: تحميل الملف المراد ترجمته

بعد اختيار وتحميل الملف المطلوب ترجمته، اضغط على”next” لتملأ الخانات بالمعلومات اللازمة والمتعلقة بالمشروع، مثل:

  • اسم المشروع
  • المدة المحددة لإنهاء ترجمة المشروع
  • تحديد الزوج اللغوي: أي تحديد كلًا من اللغة الأصل واللغة الهدف

خامسا: إضافة أي تعليقات متعلقة بالمشروع (إن وجدت)

ادخال المعلومات المتعلقة بالمشروع

ادخال المعلومات المتعلقة بالمشروع لاستكمال عملية انشاء ترجمة الملف

سادسا: الموافقة على السماح باستخدام الترجمة الآلية

قبل الضغط على “finish”، انقر على المربع الموجود في الأسفل للإدلاء عن موافقتك في السماح باستخدام المنصة للترجمة الآلية أثناء ترجمة الملف حتى تتمكن من عرض اقتراحات الترجمة أمامك على المنصة.

السماح باستخدام الترجمة الآلية.png

انقر على المربع الموجود أعلاه للسماح للمنصة باستخدام الترجمة الآلية

سابعا: الشروع في الترجمة

بعد الانتهاء من عملية إعداد مشروع جديد باتباع الخطوات السابقة، يمكنك البدء في ترجمة الملف الذي جهزته وأعددته مسبقًا حتى تظهر لك صفحة أخرى بنافذة جديدة تشمل مجموعة من الأجزاء والأدوات التي سوف تساعدك في الترجمة.

البدء في ترجمة الملف

الملف أصبح جاهزاً لبدء عملية الترجمة

تمعن في النافذة جيدًا وسترى أن:

خطوات ترجمة الملف على سمارت كات

النافذة أعلاه توضح واجهة المنصة وأجزاؤها

  1. يظهر في الجزء المشار إليه برقم (1)، النص الأصلي باللغة الإنجليزية مجزئاً إلى عدة مقاطع Segments.

يسمح نظام ذاكرة الترجمة لدى سمارت كات بالاستعانة بنظام الترجمة الآلية كما هو موضح بالرقم (3). وفي حال لم تعثر على جملة مطابقة للنص المصدر للجملة التي ترغب بترجمتها، فبمجرد ترجمة النص الأصلي، سيصبح بإمكانك إضافته إلى ذاكرة الترجمة لكي يكون لك كرصيد تعيد استخدامه مرةً أخرى عند الحاجة إليه.

تجدر الإشارة أنه من الضروري ألا يعتمد المترجم على التطابقات المقترحة دون مراجعتها، والتأكد من مدى وملاءمتها لمعنى وسياق الأصل؛ لأن نظام الترجمة الآلية تعاب في افتقارها للدقة، وهذا من شأنه يؤثر على طبيعة الترجمة وجودتها.

  1. الجزء المقابل للنص الأصل والمشار إليه برقم (2)، سيكون المكان الذي يقوم فيه المترجم بالترجمة إلى اللغة التي اخترتها للترجمة إليها، بحيث تظهر الترجمة المكافئة باللغة العربية لكل مقطع على حدة. يمكن للمترجم هنا أداء عملية الترجمة بدقة واحترافية، حيث يكون لكل مقطع من النص الأصل ترجمته الخاصة باللغة العربية في هذا الجزء.

كلما انتهينا من ترجمة مقطع ما، نقوم بتأكيده بعلامة الصح “✓” وذلك بالضغط على “Ctrl+Enter” لنتأكد من دخول هذا المقطع إلى ذاكرة الترجمة، ونكرر هذه الخطوة حتى تتشكل لنا ذاكرة الترجمة ونحصل على ترجمة بشرية بمساعدة الحاسوب.

  1. يظهر لنا في هذا الجزء المشار إليه برقم (4) النص المترجم المتحصل عليه. ويُلاحظ بأن النص المترجم يظهر بتنسيق وشكل مطابقين للنص الأصل.

يتميز برنامج سمارت كات للترجمة بقدرته على الاحتفاظ بالعناصر البصرية مثل الرسوم البيانية والصور دون أي تشويه أو خسارة في جودتها الأصلية، فضلًا عن قدرتها في الاحتفاظ على تنسيق وشكل الملف الأصل كما هو عند ترجمته للغة الهدف، سواءً من ناحية الخط، أو الألوان، أو علامات الترقيم، أو الرموز، أو الصور، وما إلى ذلك.

على سبيل المثال، إذا أردت ترجمة ملف بوربوينت، فيمكنك ترجمته عبر المنصة دون أن تفقد تفاصيله أو الحاجة إلى إعادة تنسيقه مرةً أخرى. وهذا ما يؤكد على خاصية الوسوم Tags التي تمتاز بها الأداة.

  1. في هذا الجزء المشار إليه برقم (5) تظهر لنا نسبة التطابق بين مقاطع النص الأصلي المراد ترجمتها للغة الهدف والمقاطع التي تم استردادها تلقائيًا من ذاكرة الترجمة بعدما تم تخزينها فيها سابقًا، ولك حرية الاختيار بين دمجها أو التعديل عليها.

ملاحظة: ستظهر لك نسبة التطابق بعد إنشاء ذاكرة الترجمة.

  1. تحرير لاحق للنص المترجم الترجمة الآلية في كثير من الأحيان ليست مقنعة ولا متقنة، لذلك بعد حصولك على الترجمة من نظام الترجمة الآلية يجب أن تعمل على المراجعة البشرية للمحتوى، مثل إعادة صياغة بعض الجمل أو التراكيب التي لا تراها مناسبة أو مفهومة، سواءً أكانت على المستوى الصرفي، أو النحوي، أو الدلالي، أو النصي؛ وهذا ما يعرف بالترجمة الآلية مع تحرير لاحق Post Editing.

  2. تدقيق النص المترجم Proofreading قبل تصديرك للملف المترجم والحصول عليه بنسخته النهائية، يجب عليك مقارنة ملفي النص الأصل والهدف، والتأكد من أن الطبيعة اللغوية للنص الأصلي قد تحققت، وأن مخرجات عملية الترجمة تمت بنجاح.

الفرق بين تدقيق النص وبين عملية التحرير هو أن كلمة المدقق اللغوي هي القول الفصل، ورأيه حول دقة النص المترجم والمخرج النهائي للترجمة ستكون وفق ما يراه المدقق. بمعنى آخر، إذا رأى المدقق أنه وجب تصويب الأخطاء اللغوية أو النحوية أو الإملائية الموجودة في النص، فحينها يجب أن يلتزم المحرر بما يراه المدقق ملائمًا. أما دور المحرر اللغوي فيقتصر على تبسيط معنى الجمل وتعزيز الاتساق للنص المترجم. ولتحسين جودة الترجمة، يلزم تطبيق عدة معايير منها:

  1. التأكد من نقل المعنى المتضمن بالنص المصدر كاملًا دون تحريف أو حذف أو إضافة.
  2. التأكد من توظيف الأسلوب أو الاستراتيجية المناسبة لسياق النص.
  3. أن تكون الترجمة خاليةً من الأخطاء اللغوية والنحوية، وأن يراعى فيها النسق اللفظي للغة الهدف.
  4. التأكد من عدم وجود مسافات فارغة إضافية لا داعي لها داخل النص الهدف.
  5. توحيد ترجمة المصطلح والعبارات المتشابهة في كامل الملف لضمان اتساق الترجمة.
  6. أن تكون الترجمة سلسة وواضحة.

سابعا: تنزيل النص المترجم

عند الانتهاء من ترجمة الملف والتأكد من صحته نضغط في أعلى الصفحة على خاصية “download” لتنزيل الملف الهدف كما هو مشار إليه برقم (6) “target file”.

خاتمة

لقد أصبحت العديد من الشركات العاملة في صناعة الترجمة ترى أن مهارة اتقان برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب أحد المعايير الناجعة والضرورية عند اختيار المتقدمين للعمل لديها، لذلك ينبغي على جميع المترجمين السعي لتعلم مثل هذه البرامج للاستفادة من المميزات التي تقدمها.

وعلى الرغم من النقلة المهمة في صناعة الأدوات الترجمية التي أحدثتها سمارت كات وفتحت بها آفاقًا جديدةً للمهتمين بهذه الطفرة الذكية، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب تحقيقه في استيعاب معنى النص المصدر، وهو الأمر الذي يستدعي إلى استحضار المترجم البشري؛ ليفهم ما يرمي إليه معنى النص الأصلي وتحقيق التشابه المنشود مع النص الأم حتى ينجح في خلق تأثير معادل لدى قراء النص المستهدف.

خلاصة الأمر، مهما كانت درجة الاستعانة بالآلة في عملية الترجمة، تبقى الترجمة البشرية أمرًا ضروريًا قبل نشرها لضمان جودة الترجمة.

المصادر:

اقرأ أيضًا

[ad_2]

المصدر